الى قادة حماس الفلسطينية

خطاب إلى قادة حركة حماس

لقد أرسل الله محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة لنفسه وللعالمين. و لقد استطاع هذا النبي الأمي خلال 23 سنة من بعثته صلى الله عليه و سلم أن يحول الأميين في جزيرة العرب إلى خير امة أخرجت للناس في التاريخ البشري كله.. فلماذا تحولت حركتكم إلى نقمة على الشعب الفلسطيني – شعب الجبارين - و تسببتم في المحرقة الاخيرة التي عانى منها شعبنا في فلسطين الويلات ?! و انتم تحملون نفس ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم!?

و الجواب بكل بساطة ووضوح:" لان محمدا قد بنى شعبا بدءا من بناء الإنسان المؤمن , و انتم بنيتم سلطة /وهمية/ انطلاقا من شعب ورث الإسلام..!!"

لقد اتبع محمد صلى الله عليه و سلم ما أوحي إليه من ربه خطوة بخطوة لأنه يعلم علم اليقين أن ما انزله الله عليه من آيات بينات هو النور الذي يضيء له دروب الحياة المدلهمة و يحميه من السقوط في في متاهاتها الكثيرة.. لأنه من عند الله العزيز الحكيم الذي يعلم غيب السماوات و الأرض و يعرف حقيقة هذه الحياة.
لقد قام محمد صلى الله عليه و سلم ببناء* الإنسان المؤمن*الذي يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله.. و غير مفاهيمه عن الكون و الإنسان و الحياة بمفاهيم القرآن المكي الذي يكشف للمؤمن حقائق الوجود و قوانينه الازلية في الاسرة و المجتمع و السياسة..... و افرغ ذهنه من المعتقدات الباطلة التي لا صلة لها بحقائق الحياة.. و ملا عقله بمفاهيم الإيمان الصحيح و ما يترتب عن هذا الإيمان من سلوك قويم في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية.. حتى إذا ما اكتمل له بناء الإنسان المؤمن الذي يستنير في حياته كلها بآيات الذكر الحكيم كلفه ربه بالهجرة إلى المدينة التي احتضنت المؤمنين بدعوته صلى الله عليه و سلم و تكوين السلطة /الدولة ( المؤسسات) التي تحتكم إلى شرع الله و قوانين القران داخليا و خارجيا.. و في جميع ميادين الحياة...

و في المدينة / الدولة سعى الرسول / القدوة إلى تأسيس جيش قوامه "مؤمنون"باعوا أنفسهم و أموالهم و كل ما يملكون لله رب العالمين مقابل الفوز برضوانه يوم لقاه :"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم و ذلك هو الفوز العظيم" (سورة التوبة الآية 111 ).
أما انتم في حركة حماس فقد سعيتم منذ بداية تأسيس حركتكم إلى تكوين " مجاهدين" يجتهدون في معصية الله و مخالفة أوامره الظاهرة و الباطنة .. بقتل أنفسهم في سبيل القدس و ليس في سبيل الله و نصرة دينه و شريعته !!! مع أن الرسول /القدوة صلى الله عليه و سلم لم يسع يوما إلى تكوين مجاهدين يقاتلون في سبيل تحرير البيت الحرام- و قد كانت بأيدي المشركين- رغم أنها اشرف عند الله من بيت المقدس .. و الله يقول:"و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"( سورة النساء الآية 29). كما نهى الله عز و جل عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و انتم تقتلون - في الغالب الأعم – أناس أبرياء لا صلة لهم بالحرب الوهمية التي تخوضونها ضد إسرائيل !
كما ترشح قادة حركتكم إلى المجلس التشريعي الفلسطيني وهو مؤسسة تشريعية لا تحتكم الى ما انزل الله من ثوابت و بصائر :"و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون " ( سورة المائدة الآية 44 ). :"و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم امة واحدة و لكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون. و أن احكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله إليك فان تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيرا من الناس لفاسقون. افحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "( سورة المائدة الآيات 48 و49 و50 ).

فالمؤمنون أبدا لم و لن يكونوا في حاجة لمجلس تشريعي – يعتمد التشريع الوضعي - لان الله هو المشرع الوحيد في الإسلام – لذلك سمي بدين التوحيد – و قوانين القران هي قوانين ازلية صالحة لكل البشر في أي زمان و أي مكان ... و المؤمنون ملزمون جميعا بالاحتكام إلى شريعة الله المفصلة تفصيلا في القرآن المدني و الخضوع التام لها بايمان واحتساب...

و هكذا تكون حركة حماس و إن رفعت الإسلام شعارا لها فهي لا تخضع لأوامر الله و نواهيه في حركتها و اختياراتها.. بقتل ناشطيها لأنفسهم في عمليات انتحارية قصد قتل أناس أبرياء في الغالب الأعم نهى الله عن قتلهم , و قد حرم الله الجنة عن قاتل نفسه أو قاتل نفس بريئة عمدا !

إن منهج الإسلام واضح في تأسيس السلطة الإسلامية /الدولة.. تبتدئ بإيجاد المؤمنين بالله ..المستمسكين بالوحي .. الخاضعين لشريعة الله و تنتهي بإنشاء الهياكل التي تسهر على رعاية شؤون المسلمين طبقا لشريعة الله و ثوابته و إنزال آيات الله /الثوابت في الواقع المعيش للناس حتى تعمهم الرحمة التي بعث من اجلها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم... ثم إيجاد الجيش الذي يحمي الدولة الإسلامية من المعتدين... و رد كيدهم ...

لقد تسبب رفعكم لشعار الاسلام – دون التقيد بتعاليمه – في تاليب اعداء الحق عليكم و على شعبنا في فلسطين ...!! و ان الله لن ينصر اناس لم يصدقوا في الاخلاص لثوابت الله المفصلة في القران الكريم .. و سيبقى شعبنا المسلم في فلسطين يدفع ثمن تكالبكم على سلطة وهمية مثلكم مثل حركة فتح حتى يقيض الله مؤمنين صادقين و موحدين يوحدون شعبنا المسلم في فلسطين تخت راية القران .... حينها فقط ياتي نصر الله على عبدة العجل و قتلة الانبياء و مشعلي الحروب عبر مختلف اطوار تاريخهم الاسود...

بقلم مؤسس دعوة الحق العالمية الاستاذ: محمد بن سالم بن عمر- تونس
:لمزيد الاطلاع على كتابات مؤسس *دعوة الحق العالمية * الأستاذ محمد بن سالم بن عمر يرجى زيارة المواقع التالية Http
: islam3mille.blogspot.com : almizenalislami.blogspot.com : maktoubalislam.canalblog.com : daawatalhak.blogspot.com : islam3000.blogspot.com
http://news.maktoob.com/story_list/816369
---------------------------------------------------------------------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغ الذكية | ما اسم رئيس تونس القادم؟

ردا على حقارة البورقيبيات و البورقيبيين ؟

النخبة المستعلية على قيم شعبها و قوانينه لا بد أن تحاكم و تعدم أو تنفى م...