سنرجع يوما ..

سنرجع يوما ...

إلى موطن العز والكرامة...

أحسست شفتين ممتلئتين بالحب والحنان على وجنتي.من سيدخل غرفتي ويقبلني في هذا الوقت من الصباح الباكر غير أمي التي أتت كالعادة لتوقظني من نومي لاستعد للذهاب للمعهد.

- أرجوك أمي دعيني أنام قليلا...
- إنها الساعة السادسة والنصف...هيا انهضي يا صغيرتي هذا ليس وقت الكسل أمامك يوم مليء بالعمل.
استدرت في فراشي,تمطط قليلا ثم قلت لها:
- حسنا ها قد أفقت.لكن ليس هذا الوقت المعتاد لاستفاقتي ما الخطب؟
- كفى كسلا هيا..
أزحت الغطاء عني ونهضت من فراشي متوجهة نحو بيت الاستحمام .اغتسلت كالعادة وعدت إلى غرفتي لاستعد للذهاب إلى المعهد ثم توجهت للنافذة لأزيح الستار و افتحها لقد نسيت أمي فتحها فتحينت الفرصة لاستنشق بعض الهواء الرطب وتلفح أشعت الشمس الرقيقة وجهي...

عندما فتحت النافذة لفت انتباهي شاب في مقتبل العمر يجلس أمام العمارة المقابلة للعمارة التي نقطنها.

يا ترى من يكون؟وماذا يفعل في هذا الوقت أمام عمارة لم أرى أمامها أي شخص منذ أن عاد ساكنوها الفلسطينيين إلى غزة ثم انقطعت أخبارهم عن أهل الحي.

أسرعت بالاستعداد حملت حقيبتي قبلت أمي بعجلة وتوجهت للخروج.
- انتظري...لم تأكلي شيئا...
- لست جائعة فقط ادعي لي لن أتأخر...إلى اللقاء.

نزلت الدرج بسرعة ودلفت من الباب فرأيت الشاب في محله فدنوت منه قليلا

ملامحه ليست غريبة انه يشبه شخصا اعرفه لكن من؟
تقدمت خطوات قلائل ونضرت مليا إليه..انه هو..نعم هو.."خليل"..

لمح في عيني نضرات تساءل وحيرة فبادلني بنضرات يملاها الحزن واليأس قائلا:

دخلت فوجدتها جالسة في ركن من أركان الغرفة تذرف الدمع على آخر ذكرى لعائلتها صورة لأبيها وأمها وإخوتها الذين ماتوا في سبيل فلسطين في سبيل الحرية.لكن لا جدوى ماتوا شهداء وتركوها وحيدة في بلادها غريبة بين الغزاة المستعمرين.

ظلت تعمل في إحدى المطاعم الاسرائلية ترتدي ثيابا بالية وتكلف بأصعب المهام وهي لم تشرف على الخامسة عشرة من عمرها.مرت سنوات أذاقوها أمر العذاب وزاهية
للصهيونيين كانت دائما تسألني:
- هل سنظل هكذا ؟ يجب أن نجد حلا.

اندمجت تحت راية الكفاح إنها منظمة للنضال والجهاد في سبيل نيل الحرية و سعيا لتحرير وطن مغتصب في يد العدو رهين.قررت أن تنتقم لذويها وفداء لوطنها.لها إرادة قوية سنتان وهي تعمل في نفس المطعم دون أن تلفت نظر الغزاة إلى ما كان يخالجها من حقد وكره احتل مكان الطيبة والبراءة في قلبها.

كانت لا تنام الليل إذ تحت أسجاف الظلام تقوم بتدريباتها.حتى بزوغ فجر يوم جديد استحمت وتعطرت تلت بعض آيات من القران الكريم وقبلت صورة عائلتها ثم خرجت كعادتها للعمل بعد الظهيرة.

تنهد قليلا ثم أردف مواصلا قوله:
كان المطعم يعج بالزبائن الغزاة.
وفي لحظة غفلة منهم اشتعلت النيران وتناثرت الكراسي ولا ترى إلا أشلاء آدمية هنا وهناك."الله اكبر"رحلت إلى جنة الخلد مجاهدة عن طيب خاطر في سبيل كرامتها وعزتها.ابنة الثامنة عشرة في عنفوان الشباب زهرة من زهرات الجنة "أسماء".

تراجعت قليلا, غمرتني الدهشة فقلت بصوت متقطع:
- "أسماء"..؟؟؟


عادت بي ذاكرتي إلى طيات الماضي حين كان هذا المكان عامرا بالفلسطينيين الذين
شاءت الأقدار أن تحملهم إلى بلدنا لاجئين فارين من ذلك الذئب الذي غرس أنيابه في
جسد العروبة.

كانت أمام هذه العمارة فتاة صغيره دأبت الخروج للعب مع ابن عمها "خليل" وكان كل الجيران يعرفها بصوتها العذب الذي يتعالى دائما في الحي بأغاني الشوق والحنين للوطن:
سأرجع يوما يا مدينة الصلاة أصلي...





وفاء الشابي



احبك كيفما تكون


أتى نعم ولو بعد عذاب
أتى يمسح دمعي أتى يفرح قلبي
أنساني الحرمان, أنساني كل منبع للأحزان
أنساني ماضي الآلام, أنساني زمن الخداع
علمني الحب ,علمني الإخلاص
ظننت أن الحب الأول هو الأساس
فاكتشفت انه هو الحياة
ربما ليس أول من ملك قلبي
لكنه مالكه حتى الممات
أنت نعم أنت وليس غيرك في الوجود
منحتني الحب, منحتني الوئام
أهديتني العطف, أهديتني الحنان
ها أنا الآن وأمام كل عاشق وإنسان
اقر بالحب, نعم الحب وليس شبه الهيام
خلت أني أحببت لكني حقا جهلت
أسالك ياحبيبي الأمان
فقد تعبت من الجراح, تعبت من النواح
لكن حمدا للرب, فقد وجدتك ولو بعد عناء
أنت هو ضالتي, أنت هو منشود العذارى
أنت من بحثت عنه في كل مكان
احبك حبيبا, احبك صديقا, احبك كيفما تكون

وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة


مكاننا من الحب




عشاق هم مساكين
داءهم ذالك الطاعون المريع
تيموا بما كان مستحيل
تعلقوا باوهام خيوط عناكب
سريعة القطع بل عديمة الوصل
حلموا بما كان بعيد
امنوا بانهم قريبون
لعبة فيها هم خاسرون
لكنهم دائما مؤمنون
بان الفوز لهم فهم عاشقون
لماذا الحب لنا ممنوع?
هل هو صعب المنال?
ام نحن جاهلوه?
لماذا الحب لنا عذاب?
هل ذالك المصير?
كتب على الجبين?



وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة



هل سأبقى على الميعاد?



لا تسألوني عن مدى حبي
لا تسألوني عن مدى عذابي
بل اسألوني إلى متى الانتظار
اسألوني هل سابقي على الميعاد?
ربما يغر الزمن ما كان
وينبض حب جديد
وأقول لكل معذب محروم
الحب ليس شجرة إذا ماتت لا تعود
لا تفقدوا الأمل
سيأتيكم من لم تتوقعوه من قبل
ينسيكم معنى العذاب
بل كل لحضت حرمان
فقط الصبر يا أيها العشاق








وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة
96512728

يا أماه



أتعرفين من هو محبوبي?
أتعرفين من هو محرك شعوري?
هو ملهمي ,هو معذبي
اعرف حيرتك كما اعرف مدى عشقي
سألت النجوم, سألت الغيوم
سألت الأشجار, سألت الأنهار
فلم يجبك لا صوت ولا نداء
الوفاء طابع حافظ الأسرار
مخبرك الوحيد هو أنا
لن أخبرك الآن
فقط ادعي لي بالأمان
لان الجنة تحت أقدام الأمهات
وأنت توجت ملكة النساء
وسيدة كل من عرفك هنا
وحتى في الصين و بغداد
سأخبرك يا أماه
يا أجمل نجمة في السماء
يا حبيبتي و حبيبة كل إنسان
لكن ليس الآن
حتى اعرف مدى شعوره أنا


وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة




حلم أم حقيقة?



رايته ولم أرى غيره من حولي
رغم أن بالجمع امتلأ ممري
رنت كلماته في أذني
كأني لم اسمع سواها في دنياي
اختلطت الحروف كأني جهلت الأبجديات
وارتد اللسان حجرا
دعاني من عشقت بعد عذابي
فاحترت الإجابة أم السؤال
خرج من بين طيات ستار الليل
بسواد عينيه أنار قلبي
عيوبه هي كثيرة
لكنها عندي بالشجاعة والإقدام محيطة
ا أنادي رأيت محبوبي
أم ارقص مع نسمات الليل
كان مجرد سؤال
لا عن حبي ولا عن عذاب
يكفي أن محبوبي خاطبني ببعض الكلمات
أفقت بعدها عند لمس إحدى الصديقات
أي عشق هذا !وأي هيام!



وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة



الحب مذهبا

إذا الليل انزل ستاره
والنجوم حارسة القمر
تلالاة رمزا لحلول زمن الهيام
وسافر العشاق في بحر التخمين
وتناثرت دموع كحبات اللؤلؤ في ضوء القمر
و بين ثنايا ستار الليل
وبين سبات الحبيب المتوج
بحب انتظره أو كان له هدية المولد
وانين حبيب يشوه السكون
ينتظر رفقا من سارق القلب
تربعت على عرش العشاق
فمنحوني ألقابا ربما هي أسماء
فكنت بين حبيبة وصديقة إلى عشيقة
انتظرت الحبيب ولو اختار الفراق
إني على وفاءه مصرة
والصبر لي هو الخلاص
ربما ستمر سنين عل حالي
جرح الحبيب خليلي
إني كالنجوم التي عاهدت القمر
الذي يملا العين بنوره والقلب بحبه
على الانتظار ولو مع العذاب
تاج الحب أهدى لي عديدا
لكني فقط منه أريد
فحبي له اخترته مذهبا

وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة


أمل ضائع




هاهو ضالتي ومنشود العذارى
هاهو الخيال الذي يدغدغ العقول
رايته كأني لم أره ما عشت
رايته سيد فرسان قلعة الحب
هو النور المشع من وراء الظلمات
هو الشمس التي ترسل أشعتها بين الغيوم
احتل وطن الحب على مدى الأيام
احتل عرش الفتنة والجمال
سهرت الليل والألم يكبل أحشائي
سهرت الليل وفكري قد سرق مني
يسألني البحر مالك يا صديقة السكون
يسألني النورس مالك تنظرين ماوراء البحار
قلت في صمتي حب لجارح قلبي
قلت ابحث عن نور زورق المحبوب





وفاء الشابي
دار الثقافة/معتمدية العروسة
ولاية سليانة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغ الذكية | ما اسم رئيس تونس القادم؟

ردا على حقارة البورقيبيات و البورقيبيين ؟

النخبة المستعلية على قيم شعبها و قوانينه لا بد أن تحاكم و تعدم أو تنفى م...