العلمانيون و التعامي عن حقائق الإسلام ؟


العلمانيون و التعامي عن حقائق الإسلام ؟

إن جل ما يسمون بالإسلاميين في عالمنا المعاصر هم وثنيون في حقيقتهم لأنهم في نهاية المطاف يؤلهون النبي محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره مصدرا من مصادر التشريع في الإسلام ؟ و هذا الخطأ العقائدي في فهم عقيدة التوحيد هو الذي يجعلهم يؤلهون الآباء و الأجداد و الفقهاء القدامى و المعاصرين .. ؟ و كل شذوذهم الفكري و دروشتهم و عيشهم خارج معطيات الحضارة المعاصرة يجدون لها مبررات دينية و فقهية .. و سآتيك بمثال صارخ لذلك .. فقد أفتى المسمى "العبيكان" وهو مفتي الديار السعودية مؤخرا بضرورة أن ترضع الموظفة زملاءها الرجال5 رضعات كاملة من صدرها حتى يباح لها العمل معهم في نفس المكتب ..

و كان اعتماد هذا "الدرويش" على حديث منقول عن السيدة عائشة أم المؤمنين .. ؟ و رغم اللعنات التي تلقاها هذا المعتوه من كل المسلمين في العالم إلا أنه لا يزال يصر على فتواه الدينية و يعتبرها صحيحة ..؟

و قس على هذه الفتوى كل ما يصلك من شذوذ و إرهاب يشمل كل الإسلاميين في العالم مهما تنوعت أربابهم من الفقهاء و رجال الدين .

إن هذه الوثنية التي تولدت عنها تحريف مبادئ الإسلام السمحة هي التي تخلق لدى الغرب كما لدى غالبية الشعوب الإسلامية و حكوماتهم الخوف من الإسلاميين تحديدا و ليس من الإسلام .. و الحقيقة التي يتعامى عليها العلمانيون هي كون الإسلام لم يأت مطلقا بتشريعات جامدة قد يختلف حول صلوحيتها البشر تماشيا مع حركية الحياة و تغير مشكلاتها في كل آن و حين .. بل قد أتى الإسلام ببصائر / آيات بينات تهب مستعملها القدرة الكاملة على إبصار حقائق الواقع المعيش دون زيادة أو نقصان و بالتالي تهب هذه البصائر لمستغلها القدرة على إيجاد الحلول الملائمة و الفعالة لكل مشكلاته الحياتية مهما كانت درجة تعقدها .. وما يسميه "وثنيو الإسلام" في العصر الحديث بالناسخ و المنسوخ في القرآن هو في حقيقته بصائر قرآنية تترك للإنسان مطلق الحرية في اختيار ما يناسبه من حلول يرتئيها صالحة لحل مشكلة من المشاكل دون أن يقع فيما حرم الله . فالآيات التي تتحدث مثلا عن تعدد الزوجات فتترائي للناظر مرة تبيح التعدد و مرة تمنعه هو في الواقع لترك الفرصة أمام العقل البشري لاختيار ما يناسب الوضعية التي يحياها في مكانه و زمنه المعين ..فإن تبدى لأهل الذكر أن التعدد لا يناسب واقع مجتمع ما فلهم كامل الحرية في سن قانون وضعي يمنع التعدد قانونا و لا يحرمه و إن رأى أهل الذكر و السلط المختصة أن التعدد يحل مشكلة من المشكلات لمجتمعهم فليقروا قانونا وضعيا بشريا يبيح التعدد المناسب لمجتمعهم .

لذلك فلا إمكانية لأن تحل العلمانية الانتهازية التي يبشر بها السيد محمد المغوتي مشكلات العالم الإسلامي و لا غيره من المجتمعات البشرية . بل لا بد من اعتماد البصائر القرآنية لحل كل مشكلات عالمنا المعاصر.

أريد أن أعلمك السيد مغوتي و أني لم أسترح يوما و لكن "إيلاف" أغلقت جل مدوناتي .. كما صرت لا أقدر على دخول مدوناتي التي لا تزال موجودة ربما بسبب غلق النظام التونسي لها و حجبها عني كما أن المدونة الوحيدة التي بقيت لي أمكانية فتحها و متابعة مقالاتها هي http://www.elaphblog.com/islamonegod

صرت عاجزا عن إضافة أي موضوع لها لأن كلمة السر قد غيروها ...

أما بخصوص ردك فهو رد من وجهة نظري ، للأسباب التالية :

النص الديني - و أقصد القرآن تحديدا - ليس في حاجة لقراءة جديدة بل نحن في حاجة لأن نتلبس النص الديني لنرى من خلاله مشكلاتنا و نبحث لها عن الحلول الملائمة لأنه كما سبق و ذكرت ذلك النص الديني هو ليس نصا بشريا جامدا بل هو بصائر بمعنى أنه بمثابة المصباح المضيء الذي يساعد الإنسان على رؤية حقائق الواقع البشري المعيش دون زيادة أو نقصان و هذه ميزة إعجازية يتميز بها النص الديني عن كل النصوص البشرية مهما كان قائلها و لهذا هي معجزة و لا يقدر الجن و الإنس عن الإتيان بمثلها و لو اجتمعوا...

أما المرونة التي ذكرتها فتدخل ضمن المحفزات التي تعطيها الآيات / البصائر للإنسان لرؤية حقائق المشكلة أو القضية أو الجريمة .. و بالتالي تجعله قادرا على أن يحكم بالعدل و القسطاس المستقيم الذي تؤكد عليه كل النصوص القرآنية " و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.

مع الشكر.

http://maghoutimed.elaphblog.com/posts.aspx?U=3377&A=68191&Msg

http://1234.elaphblog.com/posts.aspx?U=1455&A=68135

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغ الذكية | ما اسم رئيس تونس القادم؟

ردا على حقارة البورقيبيات و البورقيبيين ؟

النخبة المستعلية على قيم شعبها و قوانينه لا بد أن تحاكم و تعدم أو تنفى م...