امة الإسلام ... امة الشهادة على الناس


بمناسبة عيد الفطر المبارك يسعدني أن أتقدم بأحر التهاني إلى أمتي الإسلامية آملا أن نعمل جميعا من اجل إقامة و بعث دولة التوحيد في العالم الإسلامي التي تخضع في تسيير دواليب مختف ميادين الحياة فيها لقوانين القران و سننه الأزلية .. كما يسعدني أن أتقدم بإهداء أمتي الإسلامية المقال التالي:

امة الإسلام ... امة الشهادة على الناس
خلق بديع السماوات و الأرض الكون.. و ملاه بمخلوقات شتى .. و عوالم مختلفة.. متنوعة في أجناسها و متكاملة في أدوارها لحفظ نظام الكون في صيرورته.. و استخلف بني ادم لعمارة هذا الكون و صناعة الحضارة و المدنية .. و جعل الليل و النهارو انزل الأمطار لمن أراد أن يتذكر من بني ادم أو أراد شكورا.. و لقد حد بديع السماوات و الأرض حدودا وضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته ..لا تحيد عنها ..تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و طبيعية و حياة هانئة..طيبة.. إن خروج أين من هذه الكائنات عن حدود الله و نظامه و سننه الدقيقة في الكون الذي أبدعه بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية في الكون يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها ..لتوازنها الحيوي و اندثارها .. أو موتها و هلاكها .. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له و اقتراب الشمس و لو قليلا من الأرض يعني حتمية احتراق الكون برمته كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته .. أو تحطم السيارة الجانفة عن الطريق المعبدة لسيرها .. كذا تضطرب حياة الإنسان و تنتابه شتى الإمراض و المهالك إن حاد قليلا أو كثيرا عن « الصراط المستقيم) المعبدة له منذ الأزل و فصلت له معالمها تفصيلا بيتا في كل الكتب السماوية التي أوحى الله بها إلى كل أنبيائه عليهم السلام .. حتى يبلغوها إلى أقوامهم بألسنتهم عبر مختلف الأزمنة و الأمكنة التي استعمروها.. إن قوانين الله و سننه في الكون و الإنسان و الحياة – إذن- هي قوانين أزلية /أبدية ثابتة خلقت مع خلق كل هذه العوالم.. و كانت مهمة كل الأنبياء منذ أقدم العصور تقضي بان « يذكروا أقوامهم بحتمية الاصطباغ و السير طبقا لهذه القوانين الأزلية إذا ما أرادوا الأمن و السلام و العيش الطيب الرغيد في الدنيا و الفوز برضوان الله و جنته في الآخرة ... أما الزيغ عن هذه القوانين و السنن الفطرية التي فطر الناس عليها منذ خلقهم فيعني حتمية نيلهم الخزي في الدنيا و خلودهم في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
إن قراءة متبصرة لآيات القران الكريم لا تلفها الأهواء و التأويلات المغرضة ... تكشف لنا عن كل القوانين و السنن التي تحكم جميع العوالم التي خلقها الله و الخاضعة طوعا أو كرها لمشيئته عز و جل لا تحيد عنها منذ الأزل .. كما تحتوي هذه الآيات و- خاصة المدنية منها- على كل سنن امة الإسلام الأبدية التي قد سار على هديها الصالحون من عباد الله منذ أقدم العصور... و ملخصها : ( اعبدوا الله مالكم من الاه غيره)...التي تكررت على السنة كل الأنبياء عليهم السلام ..فتوحيد الله و خضوع الإنسان لشرع الله الذي فطر الناس عليه في الأسرة و المجتمع و كل علاقات الإنسان بنفسه و بربه و بأخيه الإنسان ... كانت و لا تزال جوهر كل الرسالات السماوية .... و لذلك وهبت الأمة المستمسكة بهذه القوانين الأزلية الثابتة المفصلة في كتاب الله .. الشهادة على الناس أجمعين ..
إن تشبث امة الإسلام بقوانين الله و سننه الأزلية الثابتة يخضع في التطبيق للنسبية التي يخضع لها كل عمل بني ادم القابع في إطار زماني و مكاني محدودين في حياته الدنيوية .. إن خضوع المؤمن في أي عمل يكتسبه هو عمل نسبي لا شك في ذلك لأنه يتم في مكان و زمان محدودين حتما.. فما ارتآه الرسول الكريم و صحابته في الخضوع لشرع الله و تشكيل مختلف الأجهزة التنفيذية في الميادين الأمنية و العسكرية و الاجتماعية و السياسية و غيرها ....لتسيير حياة المسلمين في إطار دولتهم الفتية .. قد تختلف اختلافا جذريا عن تلك التي يرتئيها المسلمون في العصر الحديث لبعث دولة الإسلام القادرة على لم شعث المسلمين و تفرقهم.. و توحيدهم في كيان قادر على نصرة المسلمين و كل المستضعفين في الأرض و نصرة دين الله ... إن تغير العصر و تطور أساليب الحياة فيه و تقدم منتجات الحضارة ..لا يعني مطلقا تغيير المسلمين لصراط الله المستقيم و سننه الأزلية التي فصلها الله في كتابه العزيز .. بل يعني فقط الأخذ بأسباب الحداثة المادية في الخضوع لكل هذه السنن و كيفية تطبيقها التطبيق الأمثل و الاجتهاد في تنفيذ الأحكام قدر المستطاع .. إذ لا بد من الأخذ بأحدث الأساليب الأمنية و العسكرية و الجهادية لحماية كيان الدولة الإسلامية من الأعداء المتربصين ... و لا بد لاستحداث الوسائل و الآليات و الأجهزة التنفيذية المناسبة الكفيلة بتوزيع ثروات المسلمين بأقصى درجات العدالة و الأخوة الإسلامية و مراقبة الله التي تجمع المسلمين حكاما و محكومين .. و لا بد من استغلال منتجات الحضارة المعاصرة لاستنباط كل قوانين الله المفصلة في الذكر الحكيم .. حذرين من الوقوع في استنباط قوانين متضاربة متناقضة لان الاختلاف في الأحكام الشرعية برهان قوي عن زيغنا عن الطريق المستقيم
/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ردا على حقارة البورقيبيات و البورقيبيين ؟

عروس البحر بين الحقيقة و الخيال ؟!

البلاغ الذكية | ما اسم رئيس تونس القادم؟