حوار العقل لا ينفع مع العلمانيين لأنهم قوم لا يعقلون ؟


حوار العقل لا ينفع مع العلمانيين لأنهم قوم لا يعقلون .
محمد بن عمر – تونس 18/09/2009
لما خلق الله الكون ضبط قوانين محددة لكل المخلوقات .. فوضع للكواكب مدارات محددة بدقة متناهية تسير فيها ... و هذا معنى قوله تعالى : " و كل في فلك يسبحون " كما وضع" لعالم النحل" قوانين مضبوطة يسير النحل طبقها لتأدية مهامه في إنتاج العسل حتى ينتفع به بنو آدم ... و هذا معنى قوله تعالى :" و إذ أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا .. لاحظ : "أوحى" في هذه الآية " مما يذكر بمفهوم الوحي الذي هو "آيات بينات" ... فالنحل هنا قد أوحى الله إليه ليس بمعنى أنه أنزل إليه كلاما بل يعني أن الله قد خلق النحل و فطره ليسير طبق القانون الإلهي للقيام بالمهمة الموكولة إليه في هذه الحياة الدنيا ... و لا قدرة للنحل للخروج عن القوانين التي فطره الله عليها للحياة والتكاثر و الأكل و إنتاج العسل ... أما الإنسان فقد فطره الله ليسير طبق قوانين معينة تلائمه تماما لأداء مهمة الخلافة في الأرض الموكولة إليه من قبل الله عز وجل ... و تلائم جميع حاجياته ... : "كميل الرجل للمرأة فطريا لقضاء الوطر ..... إلا أنه غالبا ما يحيد عن فطرته هذه و ميله الطبيعي للأنثى و يقضي وتره بالعادة السرية.. أو أن يتزوج مثليا... أو يقضي وتره مع حيوان ... كما هو منتشر في شمال إفريقيا ... إن قضاء الوطر بطريقة فطرية تبعا لما أوحاه الله في البشر- خلقه عليه- و للبشر – الكتب السماوية- تضمن للإنسان حياة إنسانية كريمة لا تشوبها الشوائب ... فيسلم عقله و بدنه وتسلم روحه من أي أدران يمكن أن تكدر صفوها و يعيش الإنسان متزنا بدنيا و نفسيا حتى يلاقي ربه بقلب سليم ، فتتواصل سلامته البدنية و النفسية و طمأنينته كما في الحياة الدنيا التي ناضل من أجل تحقيقها .. لكن في جنة عرضها السماوات و الأرض ... لقد اختار العقل البشري بعد أن استطاع صنع السيارة أن يعبد - يوعبد بضم الياء - لها الطريق الذي يناسب سيرها و يحافظ على قدرتها في أداء مهمتها للسفر و حمل المتاع و السياحة ... و سن قوانين الطرقات بغاية الحفاظ على النظام بين مستعملي الطريق... فماذا ستقول أنت عن إنسان يملك سيارة جديدة ، يترك الطريق المعبد ليسير بسيارته في طريق غير معبد و مخالفا لكل قوانين الطرقات ؟ حتما ستقول أن هذا الإنسان غير عاقل أو مجنون ؟ هذا ما أنظر به إليكم أنا أنتم العلمانيين ... عندما تتركون قوانين الله في تنظيم الأسرة و تنظيم المجتمع و العقوبات كقطع يد السارق و جلد الزاني أو نفي المحاربين لدين الله بالفكر أمثالكم ؟ كذلك المنفي في ألمانيا كالكلب يعوي ليل مساء...؟ أنا أنظر إليكم على أنكم مجانين و أعداء لأنفسكم و للبشرية جمعاء ... هذا من الناحية الدينية .. أما من الناحية الحضارية فحسب الدراسة التي قمت بها منذ زمن تحت عنوان : نحو بناء حضارة إسلامية بديلة عن الحضارة الغربية المتوحشة – راجع هذه الدراسة في كل مدوناتي و خاصة مدونتي :islam3mille.blogspot.com ترائي لي أن ما يسمون "بزعماء الإصلاح " – وهم جلهم علمانيين - هم من ساهم في قبر الحضارة الإسلامية و لا يزالون يساهمون في تكريس التخلف الحضاري لأمتنا الإسلامية بما يلقونه من شبهات حول الإسلام الذي كان سببا في رقي الأمة الإسلامية و عزتها على مر العصور ؟ ما جعلني أنقم عليهم نقمتي على الحكام المستبدين و رجال الدين الأفاقين ؟ أما عن رفضي لكل الأفكار فهذا غير صحيح مطلقا و أكبر دليل هو دفاعي عن فكرة الأخ نادر الذي هاجمته "حنان بكير" بكل قسوة و جهل ..؟ أما الإجتهاد فمطلوب للرقي بالحياة المدنية عسكريا واقتصاديا و صناعيا و اجتماعيا و علميا ... دون المس بكتاب الله المقدس و مبادئه السمحة ... التي هي أصل كل تقدم و ازدهار . دمت لعلمانيتك لأني أعلم أن حوار العقل لا ينفع مع العلمانيين لأنهم قوم لا يعقلون .
محمد بن عمر – تونس 18/09/2009

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ردا على حقارة البورقيبيات و البورقيبيين ؟

عروس البحر بين الحقيقة و الخيال ؟!

البلاغ الذكية | ما اسم رئيس تونس القادم؟