وعــي زائــف !؟


وعــي زائــف !؟
بقلم : محمد سالم بن عمر- عضو اتحاد الكتاب التونسيين .
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
http:islam3mille.blogspot.com
86، حي الليمون ، منزل بورقيبة 7050 / ص.ب :260 ولاية بنزرت – الجمهورية التونسية .
الهاتف : 23038163 (00216)


من المخجل حقا أن يتصدّى لقيادة هذه الأمة الإسلامية العظيمة ، أشخاص لا يعرفون حقيقتها ولا يدركون عناصر القوة في هويتها الحضارية ، ولا أسباب الضعف و التخلف فيها ، فيساهمون من غير قصد في تأبيد تخلفنا وتبعيتنا المطلقة لعدو همه الوحيد إذلالنا والنكاية بنا واستغلال ثرواتنا والإستحواذ عليها و تسخيرنا لخدمته و رفاهية شعوبه .
إن من جملة ما ابتليت به هذه الأمة الإسلامية ، تذبذب أبنائها المخلصين بين مناهج مختلفة ومتضاربة في تحليلهم لمجمل قضايانا الحيوية ، أو غياب المفهوم الصحيح و المعيار السليم في أحايين كثيرة مما يوقعهم في غموض الفكرة وقصورها وهذا قد يوصلنا إلى التهلكة مكرهين : فهناك كتاب ومفكرون و محللون سياسيون كثر ، تغيب عن أذهانهم فكرة أن الشعب الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية ووحدة أهدافها وكل من يمس الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد يهز كيان الأمة الإسلامية جميعا ويضربها في العمق، بل ويفترض أن تهب كل أحزاب هذه الأمة – جيوشا وأفرادا و حكومات - لنجدته إذا ما تعرض لسوء عملا بقوله عز وجل " وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ". إن الوعي الزائف الذي غرسه الإستعمار ولا يزال يقوم بغرسه عملاؤه وبقايا قوى الردة في بلادنا الإسلامية ، القائل بأن لكل شعب من شعوبنا شأنه الخاص الذي يغنيه عن الإلتفات لكل آلام الأمة العربية و الإسلامية لهو السبب المباشر في كل هزائمنا تقريبا، فهذا الشعور الزائف و المفهوم الخاطئ ، هو الذي أضعفنا ومكن قوى الإستكبار العالمي من الإستفراد بنا كل على حدة : " فالولايات المتحدة تحارب العراق لأنها ضامنة استفرادهم وإسرائيل تفتك بالفلسطينيين لأنها ضامنة استفرادهم ... لم يحدث أن حارب أحد العرب كلهم "
أما من نصبوا أنفسهم الممثلين الشرعيين والوحيدين للشعب الفلسطيني فيتجاهلون أن كل الشعب الفلسطيني "بمتطرفيه ومعتدليه، بحمائمه وصقوره" تجب حمايتهم من العدو الصهيوني وحفظ أرواحهم وممتلكاتهم ولا يتذكرون هذه الحقيقة إلا تحت ظروف قاهرة ولأسباب تكتيكية بحتة !!؟ بل و يتحالفون مع الصهيونية المقيتة للقضاء على مواطنيهم في غزة و حتى في الضفة الغربية ،علهم يفوزون بمنصب قيادي لوطنهم المحتل تحت ظل الإحتلال !؟
ولقد أصبح هم بعض قادتنا – حفظهم الله - محاربة شعوبهم ورعاياهم تحت لافتات التطرف والإرهاب أو باسم الديمقراطية التي أشربوها فعرفوا أن بعض مواطنيهم لا ينتمون إلى عالم البشر!!؟ بل وصاروا يرددون مصطلحات اختلقها أعداؤنا لمحاصرة أي شعلة نور يمكن أن تبزغ في سماء هذه الأمة العظيمة التي ابتعثها الله لتكون رحمة للعالمين%

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغ الذكية | ما اسم رئيس تونس القادم؟

ردا على حقارة البورقيبيات و البورقيبيين ؟

النخبة المستعلية على قيم شعبها و قوانينه لا بد أن تحاكم و تعدم أو تنفى م...